لا تقرأ حتى تكمل النقاط

القائد هو كل من(…)

الآن راجع الإجابة، فإجابتك ستحدد كيف ترى نفسك ومن حولك في وضع القائد.

كم تعريفا لكلمة “قائد”اطلعت عليه؟ إذا استطعت الإجابة على هذا السؤال، ستعرف أن كل إنسان له تعريفه الخاص لكلمة “قائد”. 

نعم. فهناك الملايين من التعريفات.

سأطلعك على بعضها في هذا المقال.

فمنهم من يقول أن القائد هو الشخص القادر على وضع رؤية محكمة للمستقبل بناء على تحليله وفهمه للواقع والأحداث الماضية وتحديد الأهداف وتحفيز الأخرين ليحققوا معا هذه الأهداف كما أن لديه القدرة على معرفة وتحليل مهارات كل فرد في الفريق الخاص به ووضعه في المكان المناسب.

ومنهم من يقول أن القائد هو الإنسان المبدع الذي يأتي بالطُرق الجديدة؛ ليعمل على تحسين العمل وتغيير مسار النتائج إلى الأفضل.

وآخر يجمل كلماته ببعض التشبيه فيقول أن القائد هو الذي يعرف خريطة الطريق وليس الذي يقود الدفة. 

وكم كنت أتمنى أن يكون للقائد علامة تساعدنى على التعرف إليه، رداءا مخصصا للقادة، أو نجمة على الكتف مثلا، أو حتى خاتما باليد.

ولكن هذا من ضرب الخيال.

لأن المفاجأة أن القادة الذين نقابلهم في رحلة الحياة ليسوا أقل عددا من تعريفات كلمة “قائد”.

فالأب الذي يكون قدوة لأبنائه هو قائد.

والمدرس الذي يجتهد طلبته وينفذون ما يقول ما هو إلا قائد.

والمدير الذي يحقق فريقه ما طلب منهم على الوجه الأمثل هو مثال حى للقائد.

والخلاصة، إذا أردت أن تعرف إذا كان أحدهم قائدا أم لا، لا تنظر إليه فما ستراه فيه هي مجرد صفات، أما حقيقة ما إذا كان قائدا أم لا، فلن تراها إلا فيمن حوله.

فإذا رأيت مجتمعا من الناجحين في تحقيق هدف ما، فتيقن أن وراءهم قائدا ناجحا. 

الآن أجب عما يلي:

كم قائدا قابلت في حياتك؟

هل ترى نفسك قائدا أم تابعا؟

والأهم، كم قابلت من قادة مناصب وليسوا إلا تابعين؟

سأتوقف عن طرح الأسئلة، فأنا أدخر لك صديقي القارئ قصة تساعدنا على فهم من هو القائد؟ ولماذا يتبعه الآخرون؟

أحمد شاب يعمل في إحدى الشركات منذ ثلاث سنوات، اعتاد أن يساعد من يحتاج للمساعدة، ولا يبخل بالمعلومة عمن يحتاجها.

كان الكل يحبونه، ويستمعون إلى آرائه بل ويأخذون بها. وفي أحد الأيام غادر مدير أحمد الشركة إلى شركة أخرى. 

وأصبح كرسي قائد الفريق شاغرا، فتحت الشركة باب التقدم إلى وظيفة قائد الفريق، وطلبت من غير المتقدمين التوجه إلى المدير العام في تصويت سري على أفضل المتقدمين.

لم يتقدم أحمد للوظيفة في الأيام الأولى، ولكنه وبعد يومين قرر أن يتقدم، فلن يخسر شيئا.

توجه أحمد إلى مكتب المدير وقد عقد النية على التقدم للوظيفة.

وقد استقبله المدير بحفاوة، قائلا ” أدرى يا أحمد ما أتى بك إلى مكتبي، فأنت تعرف أن الأستاذ سعود هو الأولى بالمنصب ولكن أستاذ وائل هو أكبر المتقدمين، فسيتم الستين عاما قريبا، وسعود ينقصه صوت واحد ويفوز بالمنصب وها قد جاءه الصوت “.

لم يستطع أحمد التحدث بعدها، بل وقع على الورقة التي ناوله إياها المدير والتي تفيد بتصويته لصالح الأستاذ سعود.

وجاء يوم تنصيب الأستاذ سعود قائدا للفريق، ولم يأت لتهنئته من الفريق إلا الأربعة الذين صوتوا له من قبل، وغاب أحمد عن المشهد حيث أقعده المرض في البيت، ولم يتحرك المرشح الآخر ومن صوتوا له من أماكنهم ولم يهنئوا الأستاذ سعود، هنا أدرك المدير أن الفريق منقسم، وأن فكرة التصويت كانت خاطئة.

اجتمع المدير بالأربعة الغاضبين من النتيجة، وشرح لهم أسباب اختيار الأستاذ سعود، و رغم أنه أصغر بسنتين من المرشح الآخر، لا زال رجلا كبيرا يقارب الستين.

فرد أحد الأعضاء “ولكنه أصغر من الأستاذ وائل كما ذكرتم! “

فرد المدير ” أعلم، ولكن المسألة ليست بالسن أبدا، ولكننا أيضا راعينا عامل السن، فكانت المفاضلة بين أكبر الأعضاء سنا والاثنان تخطوا الخمسين من العمر، لم نكن نطلب منكم ابدأ أن تتبعوا قائدا بسن أحمد مثلا ” 

وما أن قالها، حتى رد الأربعة أعضاء .

“يا ليته كان أحمد “والآخر” كنت لأدعمه بكل قوتى “والثالث” كيف لا أرشح أحمد؟ “

و الآخر مط شفتيه متمنيا أن يكون أحمد.

تعجب المدير “ألم تعترضوا بسبب أن الفائز يبلغ الستة وخمسين، ومرشحكم الثمانية وخمسين، فكيف تتمنون أحمد ذا الخامسة والعشرين أن يكون قائدا؟” 

رد أحدهم ” مع أحمد الأمر مختلف، أحمد يا سيدي لا يحتاج إلى أن يتقدم في السن ليقود الفريق، فهو الأكثر تأثيرا فينا، أول الحضور وآخر المنصرفين، هو من يساعد ويحل، أحمد شيء آخر” 

عاد أحمد في اليوم التالى بعد أن شفي من مرضه، ووجد ورقة التقدم لوظيفة قائد الفريق على مكتبه، كتب على ظهرها “من المدير، أعتذر أني لم ألاحظ أن الفريق له قائد  قوي وناجح لا ينقصه إلا أن تضاف كلمة قائد إلى مسماه الوظيفى” 

ولتعرف عزيزى القارىء كيف وصل أحمد إلى قلب وعقل موظفي الفريق وأصبح البوصلة التي يتبعونها، أوصيك بقراءة صفات القائد الناجح.

21 - ديسمبر - 2024

جميع الحقوق محفوظة لموقع 7 اهداف